المتآمرون على البورصة المصرية .. خبراء يكشفون الحقيقة

شهدت البورصة المصرية، خلال جلسات الأسبوع الجاري، تراجعات حادة أفقدتها المكاسب التي حققتها خلال الفترة الماضية لاسيما بعد تحرير سعر الصرف وتنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادي، وأنهت البورصة تعاملات جلسة الأربعاء، بتراجع جماعى حاد لكافة المؤشرات، وخسر رأس المال السوقى 29.3 مليار جنيه ليغلق عند مستوى 785.649 مليار جنيه، كما تراجع المؤشر الرئيسي بنسبة 3.79% ليغلق عند مستوى 14098 نقطة.

وألمح  خبراء سوق المال إلى أن هناك مؤامرة على البورصة المصرية، وأن ثمة تحركات مريبة وتلاعبات هي التي تسببت في الخسائر الفادحة التي شهدتها خلال جلسات الأسبوع.

أكد ايهاب سعيد، خبير أسواق المال وعضو مجلس إدارة البورصة، أن هناك عدد من الأسباب أدت إلى انهيار السوق خلال الجلسات السابقة من الأسبوع الجاري، وأفقدت البورصة المصرية والعديد من الأسهم كافة المكاسب التي تحققت بعد تحرير سعر الصرف وكنتيجة لبرنامج الاصلاح الاقتصادي.

أسباب الانهيار

وأوضح “سعيد”، في تصريحات تليفزيونية أن الأسباب تتمثل في الآتي:

  • حكم التحفظ على جمال وعلاء مبارك والشخصيات المرتبطة بهم في القضية والذين يسيطرون على بنوك استثمار لها حصص كبيرة واستثمارات ضخمة بالبورصة، لافتًا إلى أن أحد بنوك الاستثمار هذه تسند إليها الحكومة مهمة طرح حصة إضافية من أسهم شركة الشرقية للدخان في الوقت الراهن، وأكد “سعيد” أن بنوك الاستثمار هذه كان لها التأثير الأكبر في انهيار البورصة.
  • الحكم الصادر ضد عدد من عناصر جماعة الاخوان والمتمثل في مصادرة أموالهم وشركاتهم، أيضًا هؤلاء كان لهم تداخلات وأسهم في البورصة تأثرت بشكل كبير بعد الحكم وساهمت في الانهيار الكبير، مشددًا على أنه لا يعلق على أحكام القضاء، لكنه يسرد الأسباب بعيدًا عن مناقشة الاحكام أو التعرض لها من قريب أو من بعيد.
  • حالة الارتباك في الأسواق الناشئة أيضًا كان لها بعض التأثير، حيث أدى الدولار القوي إلى خروج أموال كبيرة من أدوات الدين في الدول الناشئة ومن بينها مصر، وقد كان لذلك أيضًا تأثيرات على سوق المال أضيفت إلى الأسباب الطارئة التي أحدثت الهزة العنيفة.

وأكد عضو مجلس إدارة البورصة أن البورصة وصلت إلى أدنى مستوى لها خلال عام 2018، كما أن الكثير من الأسهم خسرت كل المكاسب التي حققتها منذ تحرير سعر الصرف، مشيرًا إلى أن الأمر المؤسف أن كل التحليلات والمؤشرات الفنية كانت توضح أن مؤشر البورصة يتحرك بي 15 لف و16 ألف نقطة، وأنه يتراجع نسبيًا ليأخذ عزم للصعود بشكل أقوى خلال الفترة المقبلة، إلا أن الخسائر تعمقت بشكل مخيف خلال جلسات الأسبوع الجاري.

تحركات الصناديق المحلية

من جانبه قال محمد شعراوي ، خبير أسواق المال، إنه لا يمكن النظر إلى ما يحدث للبورصة المصرية خلال جلسات الأسبوع الجاري من منظور فني أو مالي، مؤكدًا أن هناك تلاعبات وتحركات غير طبيعية هي التي تسببت في الخسائر الفادحة للبورصة المصرية على مدار جلسات الأسبوع الجاري.

وألمح “شعراوي” إلى أن جلسة يوم الأربعاء بدأت بمبيعات مكثفة وكبيرة للصناديق المصرية أفقدت البورصة في بدايات الجلسة نحو 250 نقطة، ثم بعد ذلك امتدت الموجة البيعية للأفراد الذين لجأوا للبيع لإغلاق مديونيات وكذلك المارجن، متسائلًا :”ما الذي يمكن أن يدفع الصناديق إلى مثل هذه المبيعات بهذه الاحجام في هذا الوقت تحديدًا”.

وأشار “شعراوي” إلى أن البورصة خسرت منذ بداية الاسبوع نحو 74 مليار جنيه من رأس المال السوقي ، كما هبط المؤشر الرئيسي إلى نحو 14098 نقطة، خاسرًا اليوم فقط نحو 550 نقطة، ووصف “شعراوي” تعاملات اليوم بالدامية.

استغاثة للرئيس

وشدد خبير أسواق المال على ضرورة أن يتدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي لوقف هذه التلاعبات وكشف المتلاعبين وأصحاب المصالح من وراء انهيار البورصة، والذين يتخذون ذلك وسيلة لهدم الاقتصاد ومكتسبات برنامج الاصلاح الاقتصادي، كما أكد على ضرورة أن تكون هناك مسائلة من البرلمان لهيئة الرقابة المالية والبورصة عن أسباب الانهيارات، وكيف سيتم مواجهة المتلاعبين.

مصير السوق في ظل التلاعبات

وذكر “شعراوي” أنه لو لم يتم التعامل بشكل حازم مع المتلاعبين، فإن السوق قد يتجه إلى 13700 نقطة ثم 13500 نقطة، وشدد خبير أسواق المال أن ما يعتري الأسواق الناشئة من مشكلات لا يمكن أبدًا أن يكون سببًا فيما يحدث للبورصة المصرية في الوقت الراهن.

CNA– الخدمة الاخبارية،، محررو كاش نيوز

موضوعات ذات صلة
أخبار كاش