خبير يوضح دلالات إنهيار مؤشر البورصة المقوم بالدولار
قال سيد عويضى ، خبير أسواق المال، ورئيس قسم التحليل الفنى لدي شركة “تى ماتريكس للاستشارات المالية“، إن الرسم البياني يظهر دلالة المؤشر بأن أسعار الأسهم حقيقية إذا ما تم خصم فرق سعر الدولار فقط منها حيث فقدت كل ما حققته من مكاسب منذ 2008 وذلك إذا ما أراد مستثمر أجنبى على سبيل المثال تحويلها الى دولارات و العودة الى بلده وأن قيمة الأسهم الحقيقية الأن أقل مما كانت عليه بعد انهيارات الأزمة العالمية فى 2008 وبعد الانهيارات التى أعقبت ثورة يناير.
وأوضح أن الصعود الحالى للبورصة فى حقيقة أمره هو مجرد تعويض لتلك الخسائر ومحاولة للوصول بها الى قيمتها قبل التعويم وهذا ربما يجيب على سؤال لدى الكثيرين لماذا لم تصعد البورصة حين بلغ الدولار 18 جنيها فى السوق السوداء و صعدت حين بلغ اقل من ذلك رسمياً بسبب أن المستثمر الأجنبى كان يضمن سعر خروج لأمواله عند سعر 9 جنيه تقريبًا و بالتالى لو كان إجمالى ما يمتلكه من أصول تعادل 9 مليار جنيه كان سيستطيع إخراج مليار دولار.
أما وقد إنخفض سعر الجنيه إلى النصف فسيكون ما يتحصل عليه الأن هو فقط نصف مليار دولار بسبب فرق سعر التحويل وبناءًا عليه تجتهد المحافظ الأجنبية فى رفع قيمة أسهمها لترتفع معها قيم الأصول للوصول إلى حالة التوازن وعدم الخسارة.
وتساءل خبير أسواق المال، الى متى سيستمر هذا الوضع، ولنا أن نتخيل مستثمر يعمل و يخاطر من أجل تعويض خسائر التحويل فقط دون قيمة مضافة تدخل جيبه أو تضاف إلى رصيده ، هل من الاجدى له الإستمرار فى وضع كهذا أم بمجرد ما يصل لمرحلة التوازن ” لا مكسب ولا خسارة ” سيتوقف عن الإستثمار ويسحب أمواله و يخرج من هذا الجو حتى يستقر ؟ سؤال يحتاج الى إجابة وأن يوضع فى الاعتبار للقائمين على الشأن الاقتصادى إذا كان هدفنا هو جذب استثمارات أجنبية تنعش ما نعانيه من ركود.
ووجه عويضى ، سؤال أخر هل الصعود الحالى للبورصة وبهذا التوصيف يمكن أن يدل على ان أحزان البورصة قد إنتهت وأن السوق قد بدأ إتجاه صاعد على المدى الطويل و ينتظر المستثمرون فى المستقبل أرقام أعلى للمؤشر وأرباح أعلى لمحافظهم الاستثمارية ؟
وقال “عويضى” :” أشك فى هذا الأمر فالإتجاه الصاعد يعنى خلق قيمة مضافة للمستثمر وليس مجرد تعويض للخسائر السابقة والعودة بالأرقام المستثمرة من خانة السلب إلى منطقة الصفر حال لا مكسب و لا خسارة ، مع الأسف الشديد أرى ان كل الصعود الحالى و حتى لو تجاوز المؤشر مستوى 12000 نقطة طالما لم يستقر سعر الصرف فهى مجرد عمليات ملاحقة لإنخفاض الجنيه لا تعبر عن مكسب حقيقى لمن يستثمر بمعدل خطورة مرتفع كما هى مخاطرة الإستثمار فى البورصة فى حين أنه يمكنه تجنب كل هذا إن كان أجنبى بالخروج من هذا السوق أو إن كان مصريًا بإيداع أمواله فى البنوك و تحصيل فوائد تعادل 20% خالصة دون أدنى مخاطرة و إذا إتجه الطرفان إلى هذين الخيارين فهذا معناه أن الفترة القادمة هى فترة ركود إقتصادى إضافى أكثر مما نعانيه الأن”.
وأوضح رئيس قسم التحليل الفنى لدي شركة “تى ماتريكس للاستشارات المالية“، كيفية التعامل مع السوق فى وضع كهذا ؟ فالاجابة هى أن حركة السعر يجب أن تكون المحرك الأساسى لسلوك المتعاملين و القرارات الإستثمارية وبما أن الأسعار تصعد و بقوة الأن فيجب مجاراة الوضع الحالى والشراء والتربح مع الإنتباه دائمًا إلى نقاط حماية الأرباح وإيقاف الخسائر إلى أن تستقر أسعار الدولار و تصل معه أسعار البورصة إلى قيمة عادلة.
CNA– محمد ابو اليزيد