“إيهاب سعيد” : هذه الأسباب أدت إلى إنهيار مؤشرات البورصة

EHAB SAED

قال إيهاب سعيد ، خبير أسواق المال، إن المؤشر الرئيسي للبورصة EGX30 أغلق نهاية الأسبوع الماضى قرب مستوى 5857 نقطة، وهو ما يدفعنا للتركيز على مستوى الدعم التالى قرب 5800 نقطة خلال الأسبوع الجارى، والذى إن نجح فى البقاء أعلاه يُتوقع معه أن يدخل فى حركة تصحيحيه لأعلى قد تقترب من مستوى 6200 – 6300 نقطة.

وفيما يتعلق بمؤشر الاسهم الصغيرة والمتوسطة Egx70 ،أوضح ايهاب سعيد ، فى تصريح لـ”وكالة كاش نيوز” ،أن نجاحه فى التماسك قرب المستويات الحالية قد يدفعه على الدخول فى حركة تصحيحية لأعلى قد تقترب من مستوى 345 – 350 نقطة .

وذكر “سعيد” أن مؤشر السوق الرئيسى Egx30 شهد أحد أسوأ أسابيعه على الإطلاق والذى يعد الأعنف منذ يناير 2011 ،حيث فقد قرابة 13.7% من قيمته وذلك بهبوطه من 6922 نقطة حتى مستوى 5857 نقطة وحوالى 45 مليار جنيه من قيمته السوقية، وذلك على خلفية إنهيار أسعار النفط وتحقيقها لأدنى مستوياتها منذ 12 عاما ، وكذلك التراجعات الحادة التى شهدتها الأسواق العالمية بفعل تصاعد المخاوف من تباطؤ معدلات نمو الانتاج الصينى ،إلى جانب قرارات البنك المركزى الأخيرة بشأن تنظيم الإقراض بالجهاز المصرفى.

وأوضح أن الأسباب السابقة تسببت فى ضغوط بيعية حادة على كافة الأسهم القيادية التى إقتربت معظمها من أدنى مستوياتها السعرية فى شهور .

وتابع خبير أسواق المال، أنه فيما يتعلق بمؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 ، فقد جاء أدائه أفضل نسبياً من نظيره السابق سيما حتى جلسة الثلاثاء، وتغير الحال تماماً بجلستى الأربعاء والخميس،خاصة بعد قرارات البنك المركزى بشأن تنظيم الإقراض بالجهاز المصرفى ليتواكب فى تراجعه مع مؤشر السوق الرئيسى ليواصل هبوطه فى إتجاه أدنى مستوى سعرى له منذ تدشينه عام 2008 قرب 336 نقطة فاقداً حوالى 48 نقطة وتحديداً من مستوى 384 نقطة حتى مستوى 336 نقطة،  محققاً نسبة تراجع أسبوعى بلغت قرابة 12.5% .

وجاء ذلك على خلفية الضغوط البيعية الحادة التى شهدتها كافة الأسهم الصغيرة والمتوسطة، والتى فقدت معظمها ما بين 30 – 40% من قيمتها فى خمس جلسات فقط .

وأما فيما يتعلق بأبرز الأحداث التى شهدها الأسبوع الماضى،فقد جاء أهمها بطبيعة الحال قرارات المركزى الأخيره بشأن ضوابط الإقتراض للجهاز المصرفى والتى جاءت بمثابة ضربة قاسية للعديد من القطاعات بالبورصة المصرية، سيما الشركات الكبرى التى تم خفض نسبة التمويل لها من 20% الى 15% فى الشركات الغير مرتبطة، ومن 25% الى 20% من الشركات التى ترتبط بعملاء أخرين .

بالاضافه الى قطاعات الانفاق الاستهلاكى والعقارات والسيارات، بعد الزام البنوك بعدم تجاوز نسبة تمويل العملاء عن 35% من صافى دخلهم الشهرى بعد خصم الضرائب والتأمينات, سواء فيما يتعلق بالقروض الاستهلاكيه أو كروت الائتمان أو السيارات، مع رفع النسبة إلى 40% اذا تعلق التمويل بالعقارات .

بالإضافه الى قطاع البنوك نفسه، الذى من المتوقع أن يشهد إعادة هيكلة كامله لعمليات التمويل بعد هذه الاجراءات التى تهدف الى تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيادة الإقراض المصرفي إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة في إطار جهود رامية لتعزيز النمو وتوفير فرص عمل في القطاع الخاص، حيث كان الرئيس قد أعلن فى خطابه الاخير أن القطاع المصرفي المصري سوف يضخ 200 مليار جنيه مصري لتمويل المشاريع الصغيره والمتوسطه بفائده 5% .

ولذلك تأثرت البورصة سلباً بتلك القرارت التى من شأنها أن تدفع البنوك للتراجع عن التجزئة المصرفية فى شكل تمويل السلع الاستهلاكية والعقارات والقروض الشخصية، وهو من شأنه أن يتسبب فى مزيد من الركود واستمرار التباطؤ فى معدلات النمو, وهى سياسة انكماشيه تتماشى مع سياسة رفع اسعار الفائده على شهادات الادخار 12,5%.

وكذا تراجع تمويل الشركات الكبرى التى تدعم من الاقتصاد القومى سواء فى اجمالى الناتج المحلى او بتوفير فرص العمل, لصالح دعم وتمويل المشاريع الصغيره والمتوسطه, وهو ما يعد بمثابة وقف تمويل لمشاريع قائمة وضخمة وتدمير قطاعات حيوية، من أجل مشاريع صغيره لازالت فى علم الغيب .

وأوضح خبير أسواق المال، أن الإيجابيه فى تلك القرارات ،إقتصرت على خفض الحد الأقصى لإجمالي حجم الأموال المستثمرة في مجموع صناديق أسواق النقد وصناديق الدخل الثابت التابعة للبنك إلى 2.5% من إجمالي ودائع البنك بالعملة المحلية من 5%، وهو ما يعنى تراجع حجم الأموال المستثمرة فى أذون وسندات الخزانة فى صالح توجيه تلك النسبة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التى يهدف المركزى لوصولها إلى نسبة 20% من حجم محفظة الائتمان لدى البنوك خلال أربعة سنوات .

وأشار “سعيد” إلى أن التراجعات الحاده للأسواق العالمية والخليجية كانت سبباً رئيسياً للضغط على أداء البورصة المصرية بجلسات الأسبوع الماضى، بل وتعد هى السبب الرئيسى لهذا الانهيار، ولكن جاءت قرارات المركزى لتزيد من اوجاع السوق، وهو ما بدا جلياً بجلسة الأربعاء التى حققت فيها البورصة المصريه أسوأ أداء على مستوى العالم، حيث أنهت البورصات العالميه كافة على ارتفاعات فيما تراجعت البورصه المصرية بقرابة 4%، وكذلك الحال بجلسة الخميس التى شهدت فيها مؤشرات السوق اعلى نسبة تراجع على مدار الاسبوع, حيث اغلق مؤشر EGX30 متراجعاً بحوالى 5.60%، فيما أغلق مؤشر EGX70 متراجعاً بحوالى 6.12% .

أما مؤشر EGX100 فقد هبط بنسبة 5% وهو ما يعنى ايقاف التعامل لمدة نصف ساعه، ولكن كون المؤشر قد وصل لهذه النسبة قبل نهاية الجلسه بأربعة دقائق, اغلقت التداولات لأول مره فى تاريخ البورصه قبل نهاية التوقيت الرسمى للجلسة .

CNA– محمد ابو اليزيد

موضوعات ذات صلة
أخبار كاش