“بلومبرج”: تركيا تغرق في بحر الأزمات الاقتصادية وتنعزل عن الأسواق الناشئة

قالت وكالة “بلومبرج” الأمريكية، اليوم الاثنين، إن تركيا أصبحت غارقة في بحر من الأزمات الاقتصادية، لتزداد يوما تلو الأخر عزلة عن غيرها من اقتصادات الأسواق الناشئة،  في ظل استمرار تهاوي قيمة العملة المحلية وتراجع ثقة المستثمرين.

وأوضحت “بلومبرج” أن المؤشرات الاقتصادية الحالية تعكس إلى مدى يقف الاقتصاد التركي وحيدا في معركته الاقتصادية مقارنة بغيره من الأسواق الناشئة، رغم كافة محاولات الدولة لوقف نزيف تهاوي العملة .

وذكرت أن دوائر صنع القرار التركي عمدت مؤخرا إلى توسيع حجم المعروض النقدي واستنزاف الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية بوتيرة فاقت أيا من كبريات الاقتصادات النامية الأخرى.

ولفتت إلى أن هذه الإجراءات غير الاعتيادية واستمرار تراجع قيمة الليرة التي بدت أزمة محلية بامتياز، دفع كبار المستثمرين مثل مجموعة “سيتي جروب” وشركة” فيديليتي الدولية المحدودة” إلى النظر في الأزمة التركية بشكل منفصل  عن غيرها من أصول الاسواق الناشئة.

وأضافت:” ربما يكون في ذلك عزاء  لمستثمري الدول النامية الذين يأملون تفادي تكرار سيناريو عام 2018 ، عندما تسببت أزمة انهيار العملة التركية في تسليط الضوء على نقاط ضعف في الأسواق الناشئة الأخرى ، مما أدى في النهاية إلى عمليات بيع  ونزوح الاستثمارات من جنوب أفريقيا إلى البرازيل والهند

ولفتت وكالة “بلومبرج” إلى أن إجمالي الاحتياطي التركي من النقد الأجنبي تراجع بمعدل أسرع من نظرائه في الأسواق الناشئة ممن اختبروا أيضا تراجعا في احتياطياتها الاجنبية، وأرجعت أسباب ذلك إلى تدخل الجهات المقرضة المملوكة للدولة في الأسواق من أجل دعم الليرة.

في المقابل، قالت “بلومبرج” أن أغلبية الأسواق الناشئة الأخرى نجحت في الحفاظ بل وحتى مضاعفة حيازتها النقدية رغم تراجع المبادلات التجارية وعائدات الصادرات في أعقاب تفشي جائحة فيروس كورونا.

وأضافت أن العائد الحقيقي للدولة يعد الأدنى بين 23 من الأسواق الناشئة الرئيسية.ومن المتوقع أن يبقي البنك المركزي على سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع دون تغيير عند 8.25٪ يوم الخميس.

وقالت وكالة “بلومبرج” أن العوامل سالفة الذكر والتي وضعت الاقتصاد التركي في مسافة بعيدة تماما عن غيره من الأسواق الناشئة الاخرى جعلت كبار مستثمرين الصناديق يعاملون تركيا بوصفها حالة منفصلة

ونقلت عن بول جرير، مدير صندوق الاستثمار لدى مجموعة “فيديليتي الدولية قوله:”ثمة مخاوف لدينا من أن وضع الاحتياطي الأجنبي للدولة التركية التي يعد في غاية الضعف والهشاشة مقترنا بنمو متزايد في القروض الائتمان وسياسات نقدية متخبطة قد يجعل العوائد التركية غير جذابة، وبالتالي يغذي القلق بشأن ميزان الحساب الجاري واتجاهات التضخم في تركيا.

وأضاف:”على النقيض، يشهد ميزان المدفوعات واتجاهات التضخم في معظم الأسواق الناشئة الأخرى حالة من الاستقرار اللافت هذا العام”.

من جانبهم قال محللون لدى مجموعة “سيتي جروب” الاقتصادية إن :” الاقتصاد الكلي لتركيا ينجرف حاليا بشكل لافت عن غيره من كبريات الأسواق الناشئة على صعيد جبهتين رئيسيتين وهما: ميزان الحساب الجاري ومعدلات التضخم، حيث نستبعد حدوث أي تحسن يذكر في الحساب الجاري والمالي هذا العام “.

CNA– الخدمة الاخبارية،، أ.ش.أ

موضوعات ذات صلة
أخبار كاش