مقال .. عين على فينزويلا

mohammed-mahdy
محمد مهدى

“لقد عاد اليسار ليخرجنا مما اغرقنا فيه اليمين ، فالاشتراكيه تبنى و الرأسماليه تدمر ” .. المقولة السابقة للزعيم الفينزويلى الراحل هوجو تشافيز تلخص الفكر السياسى و الاقتصادى لفينزويلا خلال ربع قرن مضى.

هذا الفكر وجد رواجا فى العالم الثالث و دعم من قيادة فينزويلا تشافيز سياسيا لتكتل كبير من الدول النامية … إلا ان هذا التكتل فشل فى خلق مسار اقتصادى واضح يترجم الشعارات السياسية إلى واقع ملموس ، و هذا ما تأكد برحيل هوجو تشافيز فى عام 2013 …

فالازمه الاقتصادية و السياسية فى فينزويلا  تعد هى اقسى نموذج لتأثير انهيار اسعار النفط على اقتصاد دولة ريعية تعتمد 95% من عائداتها على صادراتها النفطيه.

وفينزويلا تمتلك اكبر احتياطى من النفط عالميا يقدر بنحو 297 مليار برميل و لكن بعضها بأماكن وعره بالاضافه لانخفاض مستوى البنيه التحتيه و القدره الفنيه لاستخراجها ، هذا ادى الى انتاج يومى يقدر بنحو 3.5 مليون برميل و لكن باسعار تبتعد نحو 100 دولار عن اسعار خمس سنوات مضت و هذا ما خلق ازمه اقتصاديه عنيفه ابرز ملامحها تضخم يزيد عن 100% و ركود كبير متزامن مع نقص المنتجات الاساسيه فى البلاد دفع مواطنى البلاد لسد احتياجاتهم الغذائيه من كولومبيا و اغلاق شركات عالمية لمصانعها فى البلاد كشركة كوكاكولا لنقص السكر.

وهو الأمر الذى دفع الرئيس الحالى نيكولاس مادورو لاتخاذ إجراءات غير مألوفه فى العالم كتخفيض عدد ايام العمل الى يومين فقط هما الاثنين و الثلاثاء و باقى الاسبوع اجازه و تقديم الساعه 30 دقيقة لزيادة فترة النهار لتخفيض استهلاك الكهرباء لموظفى الدولة البالغ عددهم 2.8 مليون موظف من اصل 30 مليون نسمه.

ليس هذا فقط بل و قام “مادورو” بزيادة المرتبات نحو 12 مره منذ توليه الحكم لمواجهة انهيار العملة التى لها عدة اسعار رسميه معتمده تفتح ابواب الفساد المالى على مصرعيه .

وبالطبع طفحت الازمات الاقتصاديه فى وجه السياسه و أدى التدهور الأمنى و الاجتماعى لمطالبات باستفتاء على رحيل الرئيس “مادورو” الذى يسيطر فعليا على مؤسسات الدوله لدرجة انه امر الجيش بمناورات عسكريه لحماية المنشأت النفطية.

وبتأمل المشهد السياسى فى فينزويلا نجده انه غير بعيد عن ما حدث فى البرازيل من تنحية رئيسة البلاد “ديلما روسيف” بدعوى الفساد المالى و تولى نائبها اللبنانى الاصل ميشيل تامر الحكم مؤقتا … فربما كان درس البرازيل انذار غربى لخلخلة الوضع السياسى  المعقد فى فينزويلا الذى يساهم فى استمرار تخميل قوى امريكا اللاتينيه …

وهنا تنشط التحليلات و التوقعات بازاحة الرئيس الفينزويلى عن الحكم و هو ما يؤثر بشكل مؤقت و مضاربى على اسعار النفط و يدفعها هذا العامل وحده الى زيادة سعريه تتجاوز 5% حينها و هى ما تمثله  تقريبا حصة فينزويلا اليوميه فى سوق النفط العالمى ، وقد يطول أمد السيناريو فى فينزويلا حسب رغبة السياسه الدوليه فى استخدام هذا الكارت فى التوقيت المناسب.

CNA– مقال بقلم ،، محمد مهدى عبد النبى .. وسيط مالى معتمد بالبورصة المصرية

موضوعات ذات صلة
أخبار كاش