مقال .. هبوط البورصة بين الأسباب والحلول

SAMEH GHAREEB45
سامح غريب

فى البداية يجب التأكيد على أننى ضد الضرائب المفروضة على الأرباح الناتجة عن تعاملات البورصة لما لها من آثار سلبية على البورصة المصرية.

وقبل الخوض فى أسباب الهبوط يجب علينا أولاً تحديد ما نحن بصدده ، فهل نحن نبحث عن الأسباب الوقتية التى أدت إلى الإنخفاض، أم نبحث عن حلول مستديمة ؟

وللإجابة على هذا السؤال، يجب أن نرجع قليلًا إلى الوراء وننظر إلى فترات الإنخفاض القريبة السابقة والأسباب التى قيل حينها أنها سبب الهبوط:

  • الإنخفاض فى شهر أكتوبر2014 بنسبة 13%، حيث ارجع حينها السبب فى الانخفاض الى المشاكل الإقتصادية المتعلقة بمنطقة اليورو والخوف من التباطؤ والركود فيها، ثم إرتفع المؤشر فى ذات الشهر بنسبة 13% على الرغم من إستمرار تلك المخاوف وعدم تغيير الأحوال.
  • الإنخفاض فى شهر ديسمبر 2014 بنسبة 15%، حيث ارجع حينها السبب فى الانخفاض الى المخاوف والاضطرابات الأمنية والإرهاب ، ثم إرتفع المؤشر بنسبة 22% خلال نفس الشهر وشهر يناير 2015 وسط إستمرار تلك المخاوف أيضًا.
  • الإنخفاض الحالى بنسبة 16%، وقيل عدة أسباب منها ضرائب البورصة، علمًا بأنه تم فرض هذة الضرائب فى شهر يونيو 2014 ( أى منذ تسعة أشهر)، وعلى الرغم من بدء تطبيقها من 1-7-2014 إلا أن البورصة إرتفعت منذ ذلك التاريخ وحتى شهر سبتمبر 2014 بنسبة 20%.

ونخلص من ذلك إلى أن الإنخفاضات تحدث بإستمرار ولكن تتغير الأسباب التى تقال أنها السبب، والحقيقة أنها مجموعة أسباب قد تكون ظاهرة للأعين وقد تكون خفية، لذا فى أغلب الأحيان لا نستطع الوصول إليها، إذًا فنحن ننظر من الزاوية الخطأ.

ويتأكد لنا ذلك بالنظر إلى السوق الأمريكى الذى نجده عانى وقت الأزمة المالية العالمية (وكانت أمريكا هى سبب الأزمة) وهبط بنسب كبيرة، شأنه شأن باقى الأسواق ولكنه إستطاع تعويض كل خسائره بل وإستطاع تحقيق مستويات سعرية جديدة، ووقت الأزمة لم نسمع عن حالات إنتحار وغيرها من الحالات المأساوية، إذا فهناك أسباب مختلفة وعديدة تجعلنا نعانى من الهبوط بخلاف هبوط الأسهم نفسها.

–   وقبل إستكمال الحديث، أحب أن أتسأل: إذا كان لديك ابن يتسم بالذكاء ويحصد منك الكثير من الجوائز والمميزات، وعلى النقيض له أخوه على غير ذلك ولا يحصلون إلا على الفتات، فهل ستحد من المميزات التى تعطيها له لكى يستفيد باقى الأخوه بجزء أكبر ؟ مع العلم أنه إلتزم بالشروط والقواعد التى وضعتها أنت ؟؟ أم إنك تشجع باقى الأخوه لكى يصبحوا مثله ؟

هذا بالظبط ما يحدث مع سهم البنك التجارى الدولى، الذى أصبح يمثل نسبة كبيرة من المؤشر دون خطأ منه أو تجاوز، إذا ما الحل ؟؟ سنتطرق له فى الحلول لان حل ذلك جزء من المنظومة كلها.

إذن فالسبب الرئيسى لكل ذلك أننا مازلنا سوق ناشىء لايملك مقومات السوق المتقدم، وعلينا السعى لنصبح من البورصات المتقدمة أو على الأقل نمتلك الكثير من خصائص تلك البورصات ( عمق السوق، الشفافية، التنوع فى الأدوات، تنوع القطاعات والشركات، سهولة القيد، حجم رأس مال سوقى ضخم).

خطوات حل المشكلة  :

وعند البحث عن العقبات التى تعوق السوق المصرى نجد أن بعض هذه العقبات  يمكن إزالتها بسرعة وأخرى يحتاج حلها متسع من الوقت.

أولاً الحلول السريعة:

1-   إلغاء ضرائب البورصة لتأثرها الطارد للمستثمريين سواء المحليين او الأجانب، ونحن فى أشد الحاجة لجذب مستثمريين جدد.

2- إدخال أدوات جديدة ( وأخص بالذكر البيع على المكشوف short selling ، لانه يساعد المستثمر على تحقيق أرباح فى جميع أحوال السوق سواء كان صاعدًا ام هابطًا, وتفعيل التسوية اللحظية للأسهم )

3- إزالة المعوقات على دخول وخروج راس المال الأجنبى للسوق ( وبالأخص الدولار)

4- مشاركة الجهات المسئولة للمستثمرين والعاملين بسوق المال، بما هو مطروح تطبيقه واخذ مقترحاتهم والسعى للوصول لأفضل الحلول.

ثانيًا: حلول تحتاج لفترة زمنية:

1- العمل على تبسيط إجراءات القيد .

2- العمل على الوصول لأعلى قدر من الشفافية، ولاتأتى إلا بالرقابة الصارمة وتطبيق الجزاءات على المخالفين

3- السعى وراء جذب المزيد والمزيد من الشركات الناجحة والمعروفة للقيد فى البورصة، والعمل على أن يكون سعر الطرح أقل من السعر العادل لكى يجذب شريحة جديدة من خارج مجتمع سوق المال الحالى، وذلك سيؤدى بالضرورة إلى نتيجتين إيجابيتين:

• جذب المزيد من المستثمرين للبورصة وبالتالى زيادة السيولة والذى سيدفع شركات أخرى للسعى نحو القيد فى البورصة بحثًا عن التمويل، وسيؤدى ذلك بالتبعية لجذب المزيد من المستثمرين الباحثين على شركات جديدة، وتستمر تلك الدائرة.

• الحد من سيطرة سهم واحد على المؤشر

4- السعى لنشر ثقافة الإستثمار من قبل الجميع، على وجه الخصوص الأستثمار فى البورصة

وفى النهاية، فإن هذا كله يهدف الى الوصول لسوق مال متشعب وذو عمق، يمتلك من الأدوات ما يستطيع معها المستثمر التعامل فى كافة ظروف السوق وإتجاهاته.

بقلم – سامح غريب، مدير إدارة التحليل الفني لدي شركة الجذور لتداول الأوراق المالية

موضوعات ذات صلة
أخبار كاش