مقال .. بريكست و جاستا وثالثهما ترامب

mohammed-mahdy
محمد مهدى

يبدو أن مثلث الرعب ينقصه ضلع ليكتمل ،فاحتمالية فوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الامريكية فى نوفمبر القادم مازالت منطقية ، وأغلب استطلاعات الرآى تدل على اقتسامه تورته النسب مع المرشحة الديموقراطية هيلارى كلينتون.

والحقيقة أن كاريزما “ترامب” تليق بجنون الأوضاع السياسية والاقتصادية الحالية ،فالعالم الذى خسر ثلاثة تريليونات دولار نتيجه هبوط اسعار النفط يستطيع تحمل تكلفه وصول ترامب للبيت الأبيض التى تثقل الاقتصاد العالمى بخسائر قدرها البعض بتريليون دولار اخرى … بالإضافة الى تريليون دولار أخرى بسبب الثنائى بريكست وجاستا ممتد اثره مع الوقت، هذا على اعتبار استمرار الاتجاه الهابط لمنحنيات السياسة والاقتصاد فى 2016.

فاذا مددنا خط انهيار النفط على استقامته نصل إلى محطة رفع العقوبات الدوليه عن ايران و الذى بدوره يسلمنا الى المحطة التالية و هى قانون “جاستا” الامريكى الذى يسمح بمقاضاة المملكه العربيه السعوديه بسبب هجمات 11 سبتمبر .. وإذا مددنا خط داعش على استقامته نصل لنتيجة” بريكست” انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى لإزالة كابوس اللاجئين فى المقام الأول .. ليستكمل الخط طريقه فى اتجاه ترامب المنتظر حتى يتلاقى خطى الاقتصاد والسياسة فى مشهد متداخل يصعب فصله.

السؤال هنا لماذا ظهر دونالد ترامب فى 2016 تحديدًا؟! …. اعتقد أن الحزب الديموقراطى الذى ينتمى اليه كلا من اوباما وهيلارى يؤيد وجود ترامب فى المنافسة اكثر من الحزب الجمهورى نفسه .. فترامب داخليا بادءه الصاخب والمثير وسيلة جيدة للغاية للتغطية على كافة اخفاقات الديموقراطيين على مدى ثمان سنوات من حكم باراك اوباما.

ترامب هو تخيير للناخب الامريكى بين السىء والأسوأ ،وعلى الصعيد الخارجى يقوم ترامب بدور مزدوج خطير يصعب سياسيا على الديموقراطيين فعله حاليا و هو مغازلة الدب الروسى فلاديمير بوتين و معاداة التنين الصينى فى نفس الوقت .. والسر هنا هو استعادة فاعليه التقارب السياسى و الاقتصادى بين روسيا والصين و خير شاهد على ذلك هو نمو التجاره بين البلدين لما يقارب 80 مليار دولار حاليا بعد 68 مليار دولار فى أول العام 2016.

وكذلك دخول اليوان الصينى كعملة احتياطى عالمى مما يسهل على روسيا التخفيف من اعبائها الاقتصادية المزمنه، اذن وجود ترامب الجمهورى على الساحة الان هو فاصل ديموقراطى ضرورى فى عام مضطرب جدًا.

و بالعودة إلى أضلاع مثلث الرعب نجد ان انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى المعروف بـ ” بريكسيت ” هو حدث هام من الناحيه الاقتصادية لتعزيز قوة الدولار الامريكى أما أى عملة أخرى على وجه الخصوص .. ولتحجيم الاقتصاد الأوروبى عامة بضرب القوة الاقتصادية الالمانية زعيمة الاتحاد الأوروبى .

وخير دليل على ذلك تنامى مشاكل القطاع المالى الالمانى و ابرزها دويتشه بنك حاليا ، و ربما تحت السطح مشاكل اعمق تنتشر مع الوقت من المانيا لفرنسا وايطاليا..بالإضافة إلى أن اثار بريكست السياسية تختصرها بدقه حكمه فرق تسد.

و يبقى قانون جاستا الذى ظهر للنور بعد 15 سنه من هجمات سبتمبر ليس لإعادة نبش الماضى بقدر الاستعداد لبدايات تاريخية جديدة .. تلك البدايات الجديدة تقع على الطرفين السعودى و والامريكى … فالمملكة تشهد بداية تولى مقاليد الأمور للجيل الثانى الذى يفكر خارج صندوق النفط .. وكذلك امريكا تشهد بداية تفعيل حقيقى للتخلص من طوق النفط تدريجيا خلال 20 عاما من الآن.

اذن قانون “جاستا” هو آداة سياسية جديدة فى صراع الطاقة لوضع اى منافس لتخطيط الولايات المتحده فى خانة رد الفعل ..وأخيرًا ،، ربما ليس علينا انتظار اكتمال ضلع المثلث الاخر فى 8 نوفمبر القادم فالمثلث يبدو بالفعل قائم.

CNA– مقال بقلم ،، محمد مهدى عبد النبى، وسيط مالى معتمد بالبورصة المصرية

موضوعات ذات صلة
أخبار كاش